mercredi 13 février 2013

الدرك الملكي : نقل مشبوه لابواب تاريخية لمسجد الكتبية بمراكش

أوقفت مصالح الدرك الملكي التابعة لمركز أسني شاحنة كانت محمّلة بمجموعة من الأبواب التاريخية التي تعود لمسجد «الكتبية» في مراكش، عندما بلغ إلى علم المصالح المعنيّة أن شاحنة -قيل إنها تابعة لمديرة الآثار في وزارة الثقافة- تقوم بشحن هذه الأبواب من المسجد التاريخي «تينمل»، المتواجد في تراب الجماعة القروية «تلاث نأيت يعقوب».
وذكرت مصادر مقرّبة من الموضوع أنّ عملية نقل هذه الأبواب تتم بطريقة سرية، حيث اختار القائمون عليها يومي السبت والأحد من أجل القيام بالمهمة، إذ نقلوا، صباح يوم السبت، 9 فبراير الجاري، الأبواب التاريخية لمسجد تينمل، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر الميلادي. وفي صباح يوم الأحد، 10 فبراير، قامت الشاحنة نفسُها بنقل الأبواب التابعة لمسجد الكتبية، التي يعود تاريخ صنعها إلى سنة 1158 ميلادية.. الأمر الذي أثار انتباه السلطات المحلية وتم إرغام صاحب الشاحنة والأشخاص الذين كانوا معه على إرجاع الأبواب المذكورة إلى مكانها في مسجد تينمل إلى حين التحقيق في الظروف التي يتم فيها «نقل» هذه الأبواب.
وقد عاينت «المساء» عملية نقل الأبواب بواسطة شاحنة أشبه ما تكون بشاحنة لنقل الأزبال في إحدى البلديات.. كما أنّ الأبواب، التي تحمل قيمة تاريخية تتجاوز ثمانية قرون، يتم شحنها بالطريقة نفسِها التي يتم بها شحن مواد البناء من طرف أشخاص يبدو عليهم أنهم غيرُ متخصصين في نقل الآثار، بل يتصرّفون بطريقة العمال المُياومين.
وكانت هذه الأبواب مركونة في أحد الأركان التابعة لمسجد «تينمل»، ما جعلها مُعرَّضة لكل أشكال الإهمال، حيث كانت في وضعية لا تتناسب وقيمتها التاريخية. كما أن التقاط «المساء» صورا للأبواب أثناء نقلها أثار حفيظة بعض الحاضرين، ما جعلهم يحتجّون على التقاط الصور وبدؤوا يطالبون صحافي الجريدة بمحو الصور التي تم التقاطها.. ولم يحسم الخلاف إلا بعد أن أدلى الصحافي ببطاقة الصحافة، إلا أنّ الشنآن الذي أثاره التقاط الصور للأبواب المذكورة بلغ إلى علم السلطات المحلية، ليصل الخبر إلى عامل عمالة تاحناوت، الذي أعطى أوامره بوقف عملية نقل الأبواب إلى حين التدقيق في ملابسات هذه القضية.. حيث انتقلت إلى عين المكان عناصر من الدرك الملكيّ، التي أمرت صاحب الشاحنة بإعادة الأبواب إلى مكانها، وتم حجز الشاحنة في المحجز الجماعيّ التابع لجماعة «تلاث نايت يعقوب» إلى حين استكمال التحقيق في النازلة.
وعلمت «المساء»، في وقت لاحق، أنّ هذه الشاحنة اعتادت نقل مجموعة من الآثار التاريخية من مجموعة من مناطق المغرب إلى وجهات مجهولة وفي ظروف لا يتم فيها التنسيق مع السلطات المحلية للأماكن التي يتم منها نقل هذه الآثار، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة حول مصير هذه التحف التاريخية.